Thursday, July 22, 2004

ملأت قلبي


مرّت الأيّام ، وقد صار في قلبي مخزنٌ لا ينضب ، ولن ينضب أبداً ... وفرحتي صارت بلا حدّ ... وسلامي غلب الكلّ ... وصرت أرى كلّ الأرض خيراً ... لكنّي ممنونٌ لمن أعطاني ، الذي لا أفتخر إلّا به ... كما أريده أن يفتخر دوماً بي ... فوقفت أنا الحقير ، وخرجت منّي هذه الكلمات بصوتٍ سمعه كلّ سكان هذه البسيطة :يا ربّي قد عرفتك منذ صباي ، حين شاهدت قوّة ساعدك وهي تبدّد المستقوين ... فسرقت ألباب قلبي ...أحببتك ، فأحببت كلّ الأحياء والأشياء بك ...أحببتك ، فملأت قلبي ، فعشت بك ...فلم أعد أستطيع يوماً شيئاً دونك ...
أنهيتني عن أشياء كثيرة ، ومع ذلك شذذت في طريقي ، لكن لو كان غيرك سيّدي لما رحمت يوماً ...
فمن أنا ؟ ، وابن من أنا لتنظر إليّ ؟ ...من أنا لأستحقّك ؟ ...من أنا لأحملك في قلبي ؟... وهل يستطيع قلبي تحمّل كثرة حبّك ؟!...هل يستطيع حمل من خلق الكون ؟!...لا ، لا . هذا يفوق قدرتي على الأحتمال ...فأنا طفلٌ صغيرٌ ، صغير ...فحرّررني من ماديّتي ، وافرد أجنحة روحي لأطير فوق كلّ الأرض ... لأطير صوبك ... لألاقيك ...
فقال الندى الذي حملته :وإن كانت رجلاك على الأرض ، لكنّ قلبك يحلّق قربه في السماء ، وأجنحتك أجنحته تلف كلّ الأرض ...ألا تعرف من أنت لتستحقّ ما يملك ؟ ...أنت ابنه ككلّ من يؤمن به ...نعم أنت ابنه ، على ساعده ترعرعت ... وبيده أطعمك ثقافة الحياة ... وبأصابعه عزف لك لحن الحبّ فامتصّه كلّ كيانك ...فجسدك الذي نهل منّه ، تموت على أبوابه الخطيئة ...كن صورته بين الناس ... عرّفهم عليه ... قل لهم أنّه يحبّهم ولا يريد منهم شيئاً ...قل لهم أنّهم مهما فعلوا سيرحم ، ويظلّ يرحم ...قل لهم أنّه يحبّ ، وحبّه لا ينتهي ولن ينتهي .

No comments: